ولدت هيلة إبراهيم العبودي عام 1359هـ في الشيحية، وعاشت فيها، وفي طفولتها تعلمت القرآن الكريم وتعاليم الدين الإسلامي على أيدي مشايخ جامع الشيحية آنذاك، إلى أن تزوجت بالشيخ محمد العلي السويلم ـ رحمهما الله جميعًا ـ وانتقلت معه إلى البكيرية ومنها إلى الرياض مساندة له في بدايات حياته العصامية، ورزقت بعشرة من الأبناء والبنات. وكانت ـ رحمها الله ـ محبة لفعل الخير ومساعدة المحتاجين والوقوف إلى جانبهم، وقد دأبت أثناء حياتها ـ رحمها الله ـ على الحرص على المساهمة في الخير والدعم الخيري لأقاربها، ومن ثم توسع نطاق عملها الخيري ليصل إلى محيط مجتمعها في مدينة الشيحية والبكيرية ثم إلى خارجهما، ومنها على سبيل المثال دعم العديد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية في المملكة وتقديم الدعم والمساندة للعديد من الأسر المحتاجة، كما ساهمت ـ رحمها الله ـ في إعمار المساجد، وحفر الآبار، ودعم جمعيات تحفيظ القرآن الكريم، ورعاية الطالبات الحافظات، ومن ذلك إنشاء مسجد يتسع لأكثر من (500) مصلّ بالشيحية، وتوسعة الجامع الكبير بالشيحية، وكذلك إنشاء مجمع تعليمي في مركز الشيحية باسم (مركز هيلة العبودي التعليمي). وبعد وفاتها ـ رحمها الله تعالى ـ في 24 من ذي القعدة عام 1432هـ قام أبناؤها بإنشاء مؤسسة خيرية مسجلة بوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية برقم (118) لتكمل مسيرتها الخيرية بعد وفاتها، وتضم تحتها الأعمال الخيرية المستمرة التي بدأتها في حياتها والأعمال الخيرية الجديدة التي أضيفت لاحقًا، ومنها:
إطلاق جائزة هيلة إبراهيم العبودي السنوية لحفظ القرآن الكريم بتعليم البنات في البكيرية للسنة الخامسة، ورعاية حلقات القرآن الكريم بجامعة القصيم للسنة الرابعة على التوالي بالتعاون مع كلية الشريعة، وإنشاء روضة أطفال في الشيحية لتعليم الأطفال لمرحلتي الروضة والتمهيدي بدون مقابل، وتحسين وتجميل أحد الشوارع في البكيرية، وإنشاء قاعة محاضرات بتعليم محافظة البكيرية (القسم النسائي)، وإنشاء مركز هيلة إبراهيم العبودي التعليمي الخيري للبنات بحي عرقة بالرياض، وترميم منازل الأرامل والمطلقات. وتعمل مؤسسة هيلة إبراهيم العبودي الخيرية تحت مظلة وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، ولها مجلس أمناء يدير أعمالها ويرعى مصالحها.رحم الله الوالدة هيلة إبراهيم العبودي وغفر لها وأسكنها فسيح جناته وجعل ما قدمته في ميزان حسناتها.